قصة الصورة التي ابكت ملايين المسلمين حول العالم



زاد من مأساة أهله أنه مات في شهر رمضان. فالحرّاقة يفضّلون
الإبحار في رمضان، حتّى ينطلقوا عندما يكون حرّاس الشواطئ منشغلين بتناول الإفطار، فلا ينتبهون لمراكبهم حين تبحر ساعة رفع أذان المغرب.
آخر مرّة اجتمع بأهله كانت حول طاولة السحور. خافِت الإضاءة كان صوته، كفنار بحري في ليل ماطر. ما انتبهوا أنه كان يودّعهم.
في الغد ادّعى أنّه مدعوّ إلى الإفطار. قبّلهم وطلب أ ن لا ينتظروه. لحق بوالدته إلى غرفتها، كانت تستعدّ لصلاة العصر، احتضنها وقال «امّا ادعي لي دعوة خير ». قالت «دايمًا ندعيلك يا وليدي.. كاين حاجة مقلقتك؟ »
أجاب مُبعدًا شكوك أمومتها «رايح انشوف ناس اليوم ان شاء الله نلقى شغل ». قالت «روح يا وليدي الله يفتح لك كلّ باب وينصرك على عديانك .»
وفتح الله له أبواب البحر.. لكن لم ينصره على أمواجه !
لعلّه أبحر صائمًا، وآخر وجبة طيّبة كانت سحوره، فليس على المركب من مكانٍ لحمل زاد الأكل. سماسرة الموت لا يريدون إثقال مركبهم بالمؤونة، يفضّلون بدل حمولة الطعام.. كسب 2000 يورو من راكب إضافي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق